المؤامرات الإخوانية لصدم السعودية بأمريكا- تاريخ وحاضر
المؤلف: محمد الساعد08.17.2025

منذ زمن بعيد، وتحديدًا منذ ستينيات وسبعينيات القرن الماضي وحتى نهاية التسعينيات، كان حلم يراود فلول القوميين العرب وأتباع حزب البعث البائد، وهو إشعال فتيل الخلاف بين المملكتين السعودية والأمريكية. كانوا يتمنون أن تنحرف مسيرة العلاقات المتينة بين الرياض وواشنطن، تلك العلاقات التي امتدت لثمانين عامًا من التعاون الوثيق.
لكن كل مساعيهم باءت بالفشل، ولم تتجاوز حدود تشويه صورة العلاقة الراسخة، وتوجيه الاتهامات الباطلة للمملكة، فتارة يتهمونها بتمرير المخططات الغربية، وتارة أخرى بالتخلي عن المشروع العروبي.
غير أن أخطر المؤامرات تجسدت في محاولات أحزاب الإسلام السياسي، التي سعت جاهدة لإقحام السعودية قسرًا في مواجهة عسكرية مباشرة مع الولايات المتحدة، سواء عبر شن عمليات عسكرية انطلاقًا من الأراضي السعودية، أو بأيدي مواطنين سعوديين يتم التغرير بهم.
لكن ما هو الدافع وراء هذا السعي المحموم لإشعال حرب مع الأمريكان؟
يرى قادة الإسلام الحركي أن المملكة العربية السعودية هي الجائزة الكبرى التي يطمحون إليها، وأن تحقيق هدفهم الأسمى بالسيطرة على العالم العربي لن يتحقق طالما بقيت المملكة شامخة، فهي دولة معتدلة وعاقلة وغنية، تقف شامخة في قلب هذا العالم المضطرب، وهو ما عرقل مساعيهم للانقضاض على السلطة في العديد من الدول العربية.
من هذا المنطلق، نفذوا العملية العسكرية الإجرامية الأولى في العام 1995، التي استهدفت مجمعًا سكنيًا يقطنه عسكريون أمريكيون في الرياض، وخلفت مئات القتلى والجرحى، وتبناها تنظيم القاعدة الإرهابي. وتلاها مباشرة عمل إرهابي آخر في مدينة الخبر، نفذته ميليشيات تابعة لحزب الله الإيراني، بالتنسيق المستمر حتى يومنا هذا.
لم يكتف تنظيم القاعدة، وهو الذراع العسكرية لجماعة الإخوان المسلمين، بهذا القدر من الإجرام، بل رأى أن العملية الأولى لم تحقق التأثير المنشود، فخطط لأكبر عمل إرهابي في التاريخ الحديث، عبر سلسلة هجمات وحشية ومتنوعة في قلب الولايات المتحدة، وبلغت ذروتها في الحادي عشر من سبتمبر عام 2001، عندما تعمدوا إشراك 15 سعوديًا من بين 19 إرهابيًا.
لم تكن تلك المشاركة مجرد صدفة عابرة، ولا الوصايا التي تم نشرها بين الشباب السعودي بريئة، بل كان الهدف الحقيقي هو إقناع صناع القرار في أمريكا بأن خلاصهم يكمن في التخلص من السعوديين والتحالف مع جماعات الإسلام السياسي، القادرة على توجيه ما يسمى بـ"الشباب الغاضب"، وهو المصطلح الذي سنسمعه لاحقًا مع بداية ما يسمى بالربيع العربي.
هذا العمل الإرهابي الشنيع، الذي أزهق أرواح الآلاف من الأمريكيين، ودمر سمعة الولايات المتحدة، وأهانها عسكريًا، حولها إلى وحش كاسر، وكان من شأنه أن يدفعها إلى القيام بعمل يصطدم بالمملكة العربية السعودية.
لكن بفضل حكمة القيادة السعودية والأمريكية في ذلك الوقت، ووجود رجال دولة عظماء، وعلى رأسهم السفير السعودي القدير الأمير بندر بن سلطان، الذي نجح في توجيه الغضب الأمريكي نحو المجرمين الحقيقيين الذين خططوا ونفذوا هذه العمليات الإجرامية في جبال تورا بورا، تم إفشال هذا المخطط الخبيث.
واليوم، يتكرر نفس المكر الإخواني، بهدف إيقاع الفتنة بين السعوديين والأمريكيين، خاصة بعد انتخاب حكومة يمينية ذات مواقف متصلبة بقيادة الرئيس المنتخب ترامب، الأمر الذي يستدعي التعامل معها بحكمة ودبلوماسية رفيعة.
فما أن خسرت هيلاري كلينتون السباق الرئاسي، حتى انطلق أيتامها في العالم العربي، مدفوعين بحنين إلى نشاطهم القديم الذي خفت بريقه خلال ثماني سنوات من "العسل" في عهد الرئيس أوباما، لإغراق العلاقة بين الرياض والبيت الأبيض في شباكهم، بهدف إحداث شرخ سياسي يؤدي إلى مواجهة عسكرية مع السعودية، وهي المواجهة التي طال انتظارها كما يتمنون.
إن الحديث عبر القنوات التلفزيونية الأمريكية، وتقديم أنفسهم كمتحدثين ماكرين ومخادعين، باسم السياسة السعودية، لم يكن بريئًا في يوم من الأيام.
بل كان ولا يزال يخدم مشروعًا خبيثًا يستهدف بلادنا، والعمل بنظرية "تراكم الصدام" هو الوسيلة المثلى لإعطاء صورة مشوهة عن السياسة السعودية، بعد أن لاحت في الأفق بوادر عودتها إلى مسارها الطبيعي، بعد أن شهدت أسوأ أيامها خلال الفترة "الأوبامية".
لكن كل مساعيهم باءت بالفشل، ولم تتجاوز حدود تشويه صورة العلاقة الراسخة، وتوجيه الاتهامات الباطلة للمملكة، فتارة يتهمونها بتمرير المخططات الغربية، وتارة أخرى بالتخلي عن المشروع العروبي.
غير أن أخطر المؤامرات تجسدت في محاولات أحزاب الإسلام السياسي، التي سعت جاهدة لإقحام السعودية قسرًا في مواجهة عسكرية مباشرة مع الولايات المتحدة، سواء عبر شن عمليات عسكرية انطلاقًا من الأراضي السعودية، أو بأيدي مواطنين سعوديين يتم التغرير بهم.
لكن ما هو الدافع وراء هذا السعي المحموم لإشعال حرب مع الأمريكان؟
يرى قادة الإسلام الحركي أن المملكة العربية السعودية هي الجائزة الكبرى التي يطمحون إليها، وأن تحقيق هدفهم الأسمى بالسيطرة على العالم العربي لن يتحقق طالما بقيت المملكة شامخة، فهي دولة معتدلة وعاقلة وغنية، تقف شامخة في قلب هذا العالم المضطرب، وهو ما عرقل مساعيهم للانقضاض على السلطة في العديد من الدول العربية.
من هذا المنطلق، نفذوا العملية العسكرية الإجرامية الأولى في العام 1995، التي استهدفت مجمعًا سكنيًا يقطنه عسكريون أمريكيون في الرياض، وخلفت مئات القتلى والجرحى، وتبناها تنظيم القاعدة الإرهابي. وتلاها مباشرة عمل إرهابي آخر في مدينة الخبر، نفذته ميليشيات تابعة لحزب الله الإيراني، بالتنسيق المستمر حتى يومنا هذا.
لم يكتف تنظيم القاعدة، وهو الذراع العسكرية لجماعة الإخوان المسلمين، بهذا القدر من الإجرام، بل رأى أن العملية الأولى لم تحقق التأثير المنشود، فخطط لأكبر عمل إرهابي في التاريخ الحديث، عبر سلسلة هجمات وحشية ومتنوعة في قلب الولايات المتحدة، وبلغت ذروتها في الحادي عشر من سبتمبر عام 2001، عندما تعمدوا إشراك 15 سعوديًا من بين 19 إرهابيًا.
لم تكن تلك المشاركة مجرد صدفة عابرة، ولا الوصايا التي تم نشرها بين الشباب السعودي بريئة، بل كان الهدف الحقيقي هو إقناع صناع القرار في أمريكا بأن خلاصهم يكمن في التخلص من السعوديين والتحالف مع جماعات الإسلام السياسي، القادرة على توجيه ما يسمى بـ"الشباب الغاضب"، وهو المصطلح الذي سنسمعه لاحقًا مع بداية ما يسمى بالربيع العربي.
هذا العمل الإرهابي الشنيع، الذي أزهق أرواح الآلاف من الأمريكيين، ودمر سمعة الولايات المتحدة، وأهانها عسكريًا، حولها إلى وحش كاسر، وكان من شأنه أن يدفعها إلى القيام بعمل يصطدم بالمملكة العربية السعودية.
لكن بفضل حكمة القيادة السعودية والأمريكية في ذلك الوقت، ووجود رجال دولة عظماء، وعلى رأسهم السفير السعودي القدير الأمير بندر بن سلطان، الذي نجح في توجيه الغضب الأمريكي نحو المجرمين الحقيقيين الذين خططوا ونفذوا هذه العمليات الإجرامية في جبال تورا بورا، تم إفشال هذا المخطط الخبيث.
واليوم، يتكرر نفس المكر الإخواني، بهدف إيقاع الفتنة بين السعوديين والأمريكيين، خاصة بعد انتخاب حكومة يمينية ذات مواقف متصلبة بقيادة الرئيس المنتخب ترامب، الأمر الذي يستدعي التعامل معها بحكمة ودبلوماسية رفيعة.
فما أن خسرت هيلاري كلينتون السباق الرئاسي، حتى انطلق أيتامها في العالم العربي، مدفوعين بحنين إلى نشاطهم القديم الذي خفت بريقه خلال ثماني سنوات من "العسل" في عهد الرئيس أوباما، لإغراق العلاقة بين الرياض والبيت الأبيض في شباكهم، بهدف إحداث شرخ سياسي يؤدي إلى مواجهة عسكرية مع السعودية، وهي المواجهة التي طال انتظارها كما يتمنون.
إن الحديث عبر القنوات التلفزيونية الأمريكية، وتقديم أنفسهم كمتحدثين ماكرين ومخادعين، باسم السياسة السعودية، لم يكن بريئًا في يوم من الأيام.
بل كان ولا يزال يخدم مشروعًا خبيثًا يستهدف بلادنا، والعمل بنظرية "تراكم الصدام" هو الوسيلة المثلى لإعطاء صورة مشوهة عن السياسة السعودية، بعد أن لاحت في الأفق بوادر عودتها إلى مسارها الطبيعي، بعد أن شهدت أسوأ أيامها خلال الفترة "الأوبامية".